Admin المدير العام
عدد المساهمات : 404 تاريخ التسجيل : 25/04/2011 العمر : 44 الموقع : أم الدنيا
| موضوع: أقـــــــدام فى بيتى.. قصة قصيرة الجمعة 20 مايو 2011, 7:16 pm | |
| أقدام فى بيتى
*****
كان أخر عهدى بالنور هو اليوم الذى خرجت فيه باكراُ من بيتى بعد انقضاء شهر العسل مع زوجتى التى حاربت الجميع كى أتزوجها وأنفقت كل ما أملك على زواجى وفرش شقتى ولم يتبقى لى سوى سيارتى الأجرة التى أكدح عليها وأكسب منها قوت يومى بعد ما أن رفض الجميع مساعدتى سواء كان أهلى أو أهلها .. صباح كان مفعما بالحياة.. أنظف سيارتى كى استعد لبداية اليوم الأول من العمل ، ،الشمس لم تشرق بعد ،النشوة تتملكنى .. قوة العذيمه والأرادة فى تكوين أسرة .. سرعة رهيبة كى ألحق دورى فى الوقوف لـ أكون الأول بين صفوف السائقين.. كل هذا منعه إنحراف السيارة عن مسارها لتكون وجها لوجه أمام شاحنه نقل .. أفقت وظلام دامس أمام ناظرىّ وكرسى متحرك سيكون هو صديقى الأوحد لبقية عمرى .. فرش شقتى أضافة للخردة المتبقية من سياراتى بـ الكاد أكمل مصاريف المشفى ولم يبقى سوى هذه السرير العقيم الذى أحط ظهرى عليه بمساعدة زوجتى المسكينة ،، تعاطف الجيران كان لا يكفى ابداً لسد الجوع ،، خرجت زوجتى فى أحد الصباحات .. عذراً لم لا أعرف إن كان صباحا أم ليلاً فـــ الأوقات متشابة.. تساوى النور والظلام .. عقارب الساعه تدور ولا تتحرك من مكانها، الأيام أصبحت ثقيله والليالى أصبحت أبدية لا تنتهى ، وبرد الشتاء أصبح قارص وحرارة الصيف أضحت حارقة ، عادت زوجتى تحمل فى يدها جعبة من الطعام لنأكل معاً ، نامت بعدها كــ القتيل من فرط التعب بعد أن ساعدتنى فى أن أتمدد أنا الأخر .... تكرر اليوم نفسة لعدة أيام ..لا بل لعده أشهر أو ربما لعدة سنين فما عدت أعرف الفرق ولا أرى الوقت يمر... فى كل يوم تخرج وتعود وفى يدها جعبة الطعام الذى بـ الكاد يكفى كلانا .. وجبة وأحده فقط .. مرت الايام وهكذا الحال تخرج وتعود منكهة وأبقى أنا والظلام فوق الكرسى المتحرك أنتظر الطعام.. لم يكن لى سبيل للموت .. آآآآه الموت .. كم رائع فى نظرى وممتع إن جاء ... كان أعمق أمنياتى وأقربها إلى قلبى لكن هكذا الأمانى لا تأتى أبدا حينما نشتهها تماماً مثلما لم يأتى الطعام فى يد زوجتى فى أحد الأيام وانهارت تبكى تحت قدمى ولم تخرج فى اليوم التالى كعادتها ولم تتوقف لبرهة عن البكاء والجوع يفتك بى وبها والسكوت يخيم علينا الذى قطعة صوت طرقات خائفةعلى الباب سمعتها من داخل غرفتى الذى أمضى بها كل أوقاتى ... كان صوت أقدام أسمعها تمر بجانبى و وزوجتى تركتنى لبرهة وعادت الخطوات أدراجها والباب يغلق وزوجتى تنتحب من البكاء هذه المرة تحت قدمى وتشهق بحرارة وهى تقبل يدى وتدنو وتقبل قدمىّ التى لا أشعر بهما ومن ثم خرجت لــدقايق وعادت بـ الطعام. الدسم ... كان أمرّ طعام ذقته فى حياتى طعمة كـ العلقم الذى لابد منه يشبة طعم السم ..،، عدة أيام وتكررت الخطوات .. خطوات أشعر بها وأنفاس فى بيتى لا أعرف من أين تأتى ولا إلى إين ترحل .. وتخرج الخطوات وبعدها بدقائق يأتى الطعام العلقم. كان الخطوات تزورنا كل أسبوع ومن ثم أصبحت كل يومان ومن ثم صارت كل يوم إلى أن تعددت فى اليوم الواحد أكثر من مرة وأنفاس كثيرة أشعر بها تأتى وترحل فى صمت.. أصتدمت بكرسى فى شقتى الخاوية ذات يوم ومن ثم طاولة وفى الأسبوع الذى بعده صادفتنى خزانة ملابس ومن ثم كان فى بيتنا سجاد إلى أن سمعت صوت تلفاز فى الصاله غطى قليلا على أصوات الأقدام التى لا تنفك تأتى .. زوجتى أقلعت عن البكاء ..الطعام توفر وأصبحت وجبتان ومن ثم ثلاثة ومن ثم أصبح الطعام متاح فى أى وقت.. لكنه ما زال مر كطعم الحنظل والكرسى المتحرك تبدل وجائنى كرسى أحدث .. وتبقى الخطوات تزورنا بين الفينة والفينه ..أشعر بها لكنى لا أرها لأنى أعمى.... وليس على الأعمى حرج ...!
تمت بحمد الله | |
|